تينيا الرأس

 

مرض سعفة الرأس أو تينيا الرأس هو أحد أشهر الأمراض الجلدية الفطرية التي تصيب الأطفال مابين سن 6 أشهر وقبل سن البلوغ وهو مرض فطري معدي واسع الانتشار، يصيب فروة الرأس بشكل خاص .

يعتبر المرض مرض الأطفال و نادراً ما يصيب البالغين، ويعتقد أن سبب ذلك هو فرط الحموض الدسمة في فروة الشخص البالغ والذي يشكل مركباً مثبطاً للفطور الجلدية ويحمي فروة شعر البالغين من الفطريات الخاصة بها ولكن هناك حالات قليله تحدث فيها الإصابة للبالغين خاصة عند من يستخدمون أدوية الكورتيزون المثبطة للمناعة .

 الذكور أكثر إصابة من الإناث وقد يكون سبب ذلك يعود إلى قصر الشعر لدى الذكور الذي قد يؤدي
لسهولة وصول الأبواغ الفطرية إلى فروة الرأس .

تحدث الإصابة عادة بين طلاب المدارس وفي أوساط التجمعات والأماكن المزدحمة مثل  النوادي والمخيمات وذلك نتيجة للعدوى المباشرة

الأنواع والأعراض

تتلخص أعراض المرض بشكل عام  في ظهور مساحات أو مناطق من فروة الرأس خاليه من الشعر ومغطاة بقشور أو مظاهر التهاب حسب نوعية الفطر المسبب للمرض .

هناك مظاهر وأعراض متعددة من الممكن مشاهدتها أثناء الاصابه بسعفة الرأس حيث قد تظهر بثور التهابيه على فروة الرأس يصاحبها الم في جلد الرأس عند ملامستها مع حكه متوسطه أو خفيفة
وتساقط للشعر قد يكون بطريقه عشوائية أو سقوطه من منطقه معينه محدده وقد تظهر أعراض
التهابيه قد تكون خفيفة وقد تكون شديدة وقد يصاحبها تضخم في الغدد الليمفاوية القريبة  ومن الممكن أن تظهر العلامات السابقة عند مرض أو قد لا تظهر جميعها و يعتمد هذا على التفاعل بين الطفيل و الجلد .

إن أعراض تينيا الرأس تختلف باختلاف الفطر الجلدي المسبب وحسب نوع التينيا حيث تنقسم سعفة الرأس إلى عدة أنواع وهي :

1- النوع القشري أو الوسفي

 

هذا النوع هو  أكثر أنواع سعفة الرأس انتشاراً ويصيب فروة الرأس عند الأطفال ويظهر على شكل قشور تكون ذات  لون ابيض أو فضي في منطقة غالبا ما تكون  دائرية وقد تكون دائرة واحدة أو عدة دوائر حسب انتشار المرض في رأس الطفل ويحدث تساقط  للشعر المصاب بالفطر حتى يصل طوله من 1 ـ 3 مم فوق سطح الجلد وهذا النوع من سعفة الرأس يميل إلى الشفاء عند سن البلوغ .

2- النوع الأملس ذو النقطة السوداء

هذا النوع يظهر على شكل تساقط للشعر بجزء محدد من الرأس تصاحبه التهابات بسيطة حول منابت الشعر ويتساقط الشعر عند مستوى خروجه من فروة الرأس وتظهر جذور الشعر المتقصف على سطح فروة الرأس ولذلك فإن الجزء المصاب يظهر وكأنه بقعة ملساء تغطيها نقط سوداء .

3- سعفة الرأس الالتهابية

هذا شكل التهابي من سعفة الرأس وينقسم إلى نوعين :

أ – النوع البثري (كيريون )

 

وفيها يكون الالتهاب مكان النقط السوداء أو قشرة الرأس مع صديد وتورم ويحدث نتيجة للعدوى بنوع خاص من الفطر غالباً ما يكون فطر من مصدر حيواني وهو يسبب التهابات شديدة في بصيلات الشعر ينتج عنها تكوين بثور أو دمل أو عدة دمامل على هيئة أورام صغيرة في حجم الزيتونة،وهذا النوع من سعفة الرأس قد يتلف بصيلات الشعر إذا تم إهمال علاجه في بداياته وقد يترك ندبات لا ينبت فيها الشعر فيما بعد .

ب – النوع القرعي

هذا نوع خاص من الشكل الالتهابي لسعفة الرأس حيث تحمل منطقة الفطر شكل مميز على شكل قشر كثيف اصفر اللون مع عدم تكسر الشعر في المنطقة .

العدوى

تعتبر سعفة وتينيا الرأس مرض معدي من الدرجة المتوسطة وبخاصة في مدارس الأطفال وستظل عدوى فطريات الرأس من أشهر الفطريات التي تتواجد كمرض جلدي في مدارس العالم كله يساعد في انتشارها أماكن لا يوجد فيها عناية والأماكن المزدحمة مثل المدارس والملاجي ودور الحضانة ودور الأيتام خاصة مع وجود مصابين بالعدوى .

أما طرق العدوى فتشمل :

1- العدوى المباشرة من شخص لشخص وذلك في أنواع معينه من الفطريات وهذا المشهور في المدارس والتجمعات .

2- الحيوانات الاليفه المصابة مثل القطط والحمام والكلاب وغيرها وإذا كان الطفل مصابا بالعدوى التي تنقلها الحيوانات فإن حالته ليست معدية للأطفال الآخرين .

3- الأدوات الملوثة مثل فرش الشعر الأمشاط أغطية الرأس وغيرها وهذا ممكن أن يحصل في صالونات الحلاقة وأماكن الحلاقة والمشاغل وفي المنازل وعند ارتداء قبعات من أشخاص آخرين مصابين أو مشاركة الآخرين بأغراضهم الشخصية .

عوامل الاصابه


هناك عوامل كثيرة قد تساعد على الاصابه بتينيا أو سعفة الرأس لعل من أهمها ما يلي :

1- عدم غسيل الرأس بانتظام و قله العناية الشخصية .

2- اصابه اى مكان بالجسم بالفطريات و انتقالها إلى الرأس خاصا عند وجود جروح بالرأس .

2- الاختلاط بأشخاص حاملين المرض و استعمال أدوات لأشخاص مصابين بالمرض .

4- قله مناعة الجسم .

5- استخدام مضادات الالتهاب الاسيترودية الجهازية و الموضعية  بدون إشراف طبي .

6- كثره استخدام المضادات الحيوية تشجع الفطور .

7- الاختلاط بحيوانات مصابه بالفطريات مثل القطط والكلاب .

التشخيص

في أحيانا كثيرة يكون من السهولة على طبيب الجلدية المتمرس تشخيص سعفة الرأس من خلال المعاينة المباشرة والفحص السريري فقط ولكن في أحيانا أخرى قد تكون الصورة غير واضحة مما يستدعي إجراء فحوصات وتحاليل خاصة لتأكيد التشخيص وبشكل عام فان طرق تشخيص سعفة الرأس تشمل ما يلي :

1- الصورة السريرية

تأخذ فطريات الرأس أشكال إكلينيكيه مختلفة حسب نوع سعفة الرأس إلا انه يجمعها جميعا وجود مظاهر جلديه على شكل قشور والتهابات مختلفة الشدة مع تساقط للشعر في منطقة الفطر .

2ـ أشعة وود:

تساعد الاشعه فوق البنفسجية (أشعة وود) في تشخيص بعض أنواع فطريات الرأس حيث تعطي لون ومضان أخضر قوي كما يحصل مع الشعريات الحازة مثل الشونلاينية وهذا يفيد جداً في التشخيص السريع لعدد من الأطفال في المدارس.

3. ـالفحص المجهري

حيث يتم فحص عينة من قشور المنطقة المصابة عن طريق الفحص المجهري للعينة بالبوتاسيوم  هيدروكسيد وفيها يتم اكتشاف الخيوط الفطرية للفطر الجلدي .

4 ـ الزراعه

يمكن عمل مزرعة للشعر والقشور من الجزء المصاب حيث ينمو الفطر على مزارع خاصة وتفيد الزراعة في تأكيد التشخيص ومعرفة نوع الفطر المسبب للمرض وهذا له أهميته لمعرفة ماذا كان الفطر من النوع الذي ينتقل من الإنسان للإنسان أو من الحيوان للإنسان .

العلاج

فطريات الرأس فطريات عنيفة تحتاج معالجه موضعيه مع معالجه بالفم بوقت واحد مع استخدام الشامبوهات المناسبة للمريض والمخالطين له ويجب عزل المريض عن مشاركة الآخرين بالحاجيات الشخصية وبمجرد البدء في العلاج الموضعي وعن طريق شراب الفم يمكن للطفل أن يعود للدراسة ولكن لابد من الرعاية المدرسية مع العناية بنظافة الرأس ومراعاة تغطيتها حتى تمنع انتشار المرض من الطفل المصاب إلى مخالطيه من الأطفال

عند الحديث عن خيارات العلاج نجدها تشمل :

أ) الادويه الموضعية

وتشمل العلاج بكريم أو مرهم مضاد الفطريات مثل لاميزيل اوكيتاكينازول كريم أو غيره من الكريمات التي تستخدم مرتين أسبوعيا لمدة شهر كما تشمل أنواع الشامبوهات المضادة للفطريات مثل شامبو كيتاكينازول 2% أو شامبو سيلينيمسالفيد 2.5% والتي تستخدم  لمدة 5 إلى 10 دقائق على فروة الرأس ثم يشطف و تستخدم مرتين أسبوعيا أو حسب الطبيب تعليمات الطبيب لمدة ثمانية أسابيع، أما في بقية الأيام فيمكن استعمال شامبو عادي .

إن استعمال شامبو مضاد للفطريات يقلل من إمكانية انتقال العدوى من الطفل إلى الآخرين؛ لذا يمكنه بالتالي العودة إلى المدرسة أو الروضة .

 

ب) الادويه الفميه


تعتبر مضاد الفطريات التي توخذ بالفم هي العلاج الأساسي لفطريات الرأس، وهو توخذ لمدة تتراوح بين أربعة إلى ثمانية أسابيع ، أما المراهم أو الكريمات المضادة للفطريات فهي ليست ذات فعالية كبيره في خطة العلاج .

يعتبر علاج الجريزيوفلفين سواء على شكل شراب أو أقراص  احد أهم علاج للأطفال ومعتمد طبيا لعلاج فطريات الرأس عند الأطفال وأكثر العلاجات أمانا وهو الخيار الأول للمعالجة وتعطى حسب السن والوزن بجرعة تتراوح بين15 إلى 25 ملى جرام لكل كيلوجرام في اليوم الواحد وذلك لمدة تتراوح بين 6 ـ 8 أسابيع

أما البديل للجريزوفولفين فهو عقار التراكونازول ويعطى بجرعة  5 ملى جرام لكل كيلوجرام في
اليوم الواحد وذلك لمدة 2 إلى 4 أسابيع كما من الممكن استخدام عقار فلوكونازول بجرعة 6 ملى جرام لكل كيلو جرام في اليوم وذلك لمدة 3الى 6 أسابيع .

إرشادات عامه

 

1- التثقيف الصحي للوالدين والمخالطين شي أساسي ومهم في خطة الوقاية والعلاج .

2- من المهم التأكيد على ضرورة عدم استعمال أدوات الآخرين الملوثة وتعويد الأطفال على استعمال أدواتهم الشخصية .

3- يجب العناية بنظافة الأطفال منذ الصغر خاصة فروة الرأس وذلك باستخدام الشامبو الطبي المناسب .

4- الحرص على التعامل بشكل سليم مع الحيوانات المصابة ومعالجتها .

5- التنبيه على الأطفال بعدم للاحتكاك مع المصابين أو استخدام أغراضهم الشخصية .

6- لا داعي لحلق شعر رأس الطفل بالموس أو تقصيره بدرجة كبيرة أو إجبار الطفل على تغطية رأسه ، مع الاهتمام بالجانب النفسي لهذا الموضوع  .

7- من المهم الإشراف على أماكن الحلاقة والمشاغل والحرص على المراقبة الصحية المستمرة لها مع إخضاع أصحاب هذه المهن للتوعية الصحية الدورية ومراقبة آلية تعقيم موادهم والحرص على نظافته .

avatar

د. عبد الله المسعود

استشاري طب وجراحة الجلد والليزر** عضو الجمعية الاوربية للامراض الجلدية والتناسلية almasuood@hotmail.com

More Posts - Twitter - Facebook


المشاركة في المقال

كتابة تعليق