الزوار : 52٬729 زائر
March 11, 2011 - الجمعة 07 ربيع الثاني 1432
2 تعليقان
الأدوية الجلدية أثناء الحمل

يمثل استخدام الدواء اثناء الحمل مصدر قلق كبير للمريض والطبيب على حد سواء وعلى الرغم من هذا القلق المبرر ومن احتمالية الاعراض الجانبية للدواء الا انه قد يكون من الضروري استخدام الدواء للحامل مع ملاحظة ان نسبة التشوهات الخلقية خلال الحمل الناتجة من الدواء لا تشكل إلا حوالي 1% من مجموع التشوهات الخلقية من مختلف الأسباب
الدواء والمشيمة
تعتبر المشيمة الطريق الوحيد لوصول الدواء الى الجنين وقد ثبت مؤخرا ان معظم المواد التي تأخذها الحامل يكون مرورها عبر المشيمة إلى الجنين بنسب مختلفة ومن الممكن ان يكون الضرر الحاصل من الدواء معتمدا على نسبة الدواء التي تعبر المشيمية وتصل الجنين كما ان التركيب الكيميائي للدواء قد يسبب ضرر بالغ حتى لو كانت نسبته قليله.
ومن الممكن ان نلخص عوامل تأثير الدواء على الجنين بما يلي
اولا: درجة ومعدل مرور الدواء عبر المشيمية
ويتحكم في هذا المرور عدة عوامل
- الوزن الجزيئي للدواء حيث تعبر الأدوية ذات الوزن الجزيئي الاقل من 600 المشيمة بسهوله
- الأدوية الغير متأينة تمر بسهوله عبر المشيمية بينما الأدوية ذات التأين العالي تمر ببطء
- كل ما كان الدواء اكثر ذائبية كل ما كان مروره عبر المشيمة أسهل.
- اذا كان الدواء حرا وغير مرتبط بالبروتين يكون مروره اكثر للجنين
- زيادة تدفق الدم من الام للجنين يلعب دور هام في مرور الدواء وهذا يحصل اكثر مع تقدم اشهر الحمل او الإصابة ببعض الامراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وتعاطي أنواع معينة من الأدوية.
ثانيا : مرحلة الحمل التي تم فيها تناول الدواء
يختلف تأثير الدواء على الحامل حسب مرحلة الحمل تم فيها تناول الدواء حيث يمكن تقسيم هذه المراحل إلى ثلاثة مراحل، تختلف فيها درجة تأثير الدواء على الجنين اختلافاً كبيرا:
- المرحلة الأولى: وهي الشهور الثلاثة الأولى من فترة الحمل، وتعتبر اكثر الفترات حرجا واكثرها احتمالا لحدوث تشوهات للجنين بسبب الدواء، حيث يتم في هذه المرحلة تكوّن أعضاء جسم الجنين المختلفة ونموها بشكل سريع حتى اكتمالها في نهاية هذه الفترة. لذا على الحامل الامتناع عن أخذ أي دواء في هذه المرحلة إلا عند الضرورة القصوى وتوصيه من طبيبها.
- المرحلة الثانية : وتمتد من الشهر الرابع إلى السادس وهي أقل الفترات حرجا ولكن يجب تجنب بعض الأدوية والمواد الكيميائية التي قد تسبب تشوهات خلقية أو وفاة الجنين. كما أن بعض الأعضاء تستمر بالنمو والبعض الأخر يبدأ بالتكون خلال هذه الفترة مثل الوجه والأطراف.
- المرحلة الثالثة : وهي مرحلة الاشهر الثلاث الأخيرة من الحمل والتي يتم فيها اكتمال نمو الجنين وتكوين أعضائه التناسلية والجهاز العصبي المركزي. ويقل فيها احتمال حدوث تشوهات للجنين لكن مرور الأدوية الى الجنين يصبح بسبب زيادة مساحة سطح المشيمة وقلة سمكها وزيادة تدفق الدم اليها وهذا كله يسهل انتقال الأدوية عبر المشيمة إلى الجنين. وقد يتعرض الجنين فيها لنوع آخر من الضرر في هذه المرحلة مثل التخلف العقلي أو إصابة الأعصاب وغيرها.
مجموعــات الأدويـــة والحمـــل
من المهم معرفة مجموعات الأدوية التي تم اعتمادها من قبل الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء لأنها تحدد خطورة الدواء ومدى سلامته للمراءة الحامل حيث تم تصنيف الأدوية المستخدمة خلال الحمل إلى خمسة فئات وهي:-
الفئة (B): وهي الأدوية التي أثبتت أمانها على حيوانات التجارب ولكن لا يمكن التأكد من سلامتها على الإنسان نظرا لعدم توفر دراسات إكلينيكية كافية, أو أن الدراسات الحيوانية التناسلية أظهرت ضررا معينا لم يتم توثيقه بدراسة على البشر.
الفئة (C) : وهي الأدوية التي أظهرت أعراض جانبية على أجنة الحيوانات بدون توفر دراسة إكلينيكية تدعم الدراسات الحيوانية , أو لا توجد دراسات على الحيوانات أو الإنسان بخصوص تأثيرها على الحمل. وهذه الفئة من الأدوية لا تستخدم مع الحامل إلا إذا كانت المنفعة المرجوة تبرر الخطر المحتمل للدواء على الجنين.
الفئة(X) : وهي الأدوية التي أثبتت الدراسات الحيوانية والإكلينيكية تأثيرها المشوه للجنين كما انه لا يجوز إعطاؤها للحامل بتاتا.
الأدوية الجلدية اثناء الحمل
الأدوية الجلدية مثلها مثل بقيه الأدوية منها ما هو امن استخدامه ومنها ما يفضل تجنبه ومنها ما يمنع منعا باتا استخدامه اثناء الحمل وقد يستلزم الامر عدم الحمل حتى بعد التوقف عنه ولفترات مختلفة
- الثالومايد
لعله من الاجدر البدء بالحديث عن عقار الثالومايد رغم عدم شيوع استخدامه في الوقت الحاضر في مجال الجلدية مقارنه بغيره من الأدوية ولعل السبب في ذلك هو ان الاطباء لن ينسوا التجربة المريره التي مرت مع عقار الثالومايد في عقد الستينات وادت الى منع استخدام الدواء لعدة عقود قبل ان يتم السماح باستخدامه مرة اخرى ولكن ليس اثناء الحمللقد ظهر هذا العقار في الأسواق الأوروبية عام 1951م كمنوم ومضاد للقيء وخاصة للحوامل حيث أظهرت النتائج سلامة هذا الدواء على أجنة حيوانات التجارب وتم استخدامه للحوامل، ولم تظهرالآثار الخطيرة للدواء إلا بعد مدة طويلة من تداوله وبالتحديد عام 1961م حيث بدأت تظهر آثار جانبيه خطيرة لهذا الدواء بسبب تعاطي كثير من النساء له خلال الثلاثة شهور الأولى من الحمل، ووجدوا ان هذا الدواء أدى إلى ولادة عدد هائل من الأطفال المشوهين بغياب بعض أطرافهم، حيث قدر عددهم بأكثر من عشرة آلاف طفل مشوه في أنحاء العالم، وهو ما يمثل حوالي ثلث النساء الحوامل اللاتي استعملنه، وقد أطلق على هذا النوع من التشوه مسمى أطراف سبع البحر أو فوكوميليا وبسبب هذه الكارثة تم سحب هذا الدواء من الأسواق وتغريم الشركة المنتجة لصالح النساء اللاتي أصابهن الضرر من جراء استخدام هذا الدواء
ان دواء الثالوميد دواء فعال لمشاكل جلديه متعددة وتم اعادة استخدامه لكن تم اعتباره من ضمن المجموعة الدوائية (X) حيث يحظر استخدامه اثناء الحمل
-
الكورتيزون :-
يمكن إعطاء الكورتيزون للحامل أثناء الحمل تحت إشراف الطبيب حتى أثناء الأشهر الأولى من الحملولا يسبب الكورتيزون تشوهات الجنين على أن الأعراض التي قد تحدث مع الاستخدام الطويل هو كسل الغده الكظرية للجنين و كذلك ضعف النمو ويعتبر الكورتيزون ضمن الفئة (C) من فئات الدواء.
بعض مضادات الهستامين تعتبر آمنه و سليمه أثناء الحمل و البعض لا توجد دراسات تنفي أو تثبت سلامتها للحامل ويتم اعتبارها ضمن الفئه (C) ماعدا مضادات الهستامين من مجموعة Alkylamines فهي امنه وسليمه اثناء الحمل وتعد ضمن الفئه (B). لذلك فليس كل حبوب يصفها الطبيب للحكة هي حبوب ضاره بالحمل
في حالة احتياج طبيب الجلدية الى إعطاء الحامل المضادات الحيوية فإنه يوجد بعضها سليم للحامل مثل الأمبسلين و غيره وتصنف ضمن الفئه (B) بينما المضادات الاخرى تصنف ضمن الفئه (C) .
اما مركبات التتراسيكين والتي تستخدم بكثرة لعلاج الشباب فيجب عدم استخدامه لتأثيره على أسنان الجنين فهي قد تسبب تلوين الأسنان بعد الولادة إذا تم استعمالها في الشهر الرابع من الحمل حيث أن هذه الفترة تعتبر فترة بداية تكوين الأسنان اللبنية.
وبسبب هذا تعتبر مركبات التتراسيكلين ومشتاقاتها من الادويه الممنوع استخدامها اثناء الحمل ويتم اعتبارها ضمن الفئه (D) من فئات الادويه
-
مشتقات فيتامين أ :-ادوية الجلد من مشتقات فيتامين أ مثل التيقازون و النيوتيقازون المستخدمة لعلاج امراض جلديه متعددة مثل الصدفية والحزاز وغيرها يمنع تناولها أثناء الحمل لارتباطها بتشوهات الجنين ولا يكتفي الامر عدم استخدامها اثناء الحمل فقط بل يجب عدم الحمل بعد التوقف عن استخدامها ولفتره تصل الى سنتين ولذا يعتبر الدواء ضمن المجموعة الدوائية (X) حيث يحظر استخدامه اثناء الحمل
يعد الرواكيتان من اشهر الأدوية الجلدية المستخدمة لعلاج حب الشباب وهذا الدواء يمنع استخدامه اثناء الحمل ويمنع الحمل الا بعد التوقف عنه لمدة شهرين
وهو من ضمن المجموعة الدوائية (X)
وهو عقار يتم استخدامه بكثره للصدفية يعتبر من ضمن المجموعة الدوائية (X) حيث يحظر استخدامه اثناء الحمل ويمنع الحمل بعد التوقف عنه لمدة ثلاثة اشهر
و معظم الأدوية الأخرى للجلدية هي أدويه تصنفها منطقة الأدوية و الأغذية الأمريكية بتصنيف فئة (C) و هي تعني أنه يمكن إعطاءها للحامل في حالة الحاجه إليها باعتبار أنه لا توجد دراسات على الإنسان تؤكد ضررها و إنما هناك دراسات على الحيوانات أظهرت أضرارا لها .
وباختصار فان اهم الأدوية الجلدية التي يمنع تناولها أثناء الحمل هي :-
دواء الميثوتريكسيات ، مركبات التتراسيكين و مشتقات فيتامين أ مثل التيقازون و النيوتيقازون و الرواكيتانوبعض الهرمونات مثل الأستروجين و الأندروجين وغيرها
كما ينبغي الإشارة الى أن أشعة البوفا المستخدمة لعلاج البهاق و الصدفية غير مناسبه أثناء الحمل وذلك للحاجة لتناول مادة السورالين معها وهو دواء لم يثبت سلامته للحامل بينما لا يوجد تأثير من استخدام أشعة الناروباند و الاكزيمر ليزر وانواع الليزر المختلفة للبشرة غيرها مما لا يلزم معه تناول الحبوب فأشعة الناروباند واشعة الليزر بحد ذاتها لا توثر على سلامة الجنين.أخيرا يجب على المرأة الحامل أو المرأة التي تنوي الإنجاب الاهتمام بموضوع الدواء و تجنب أخذ أي أدوية او مستحضرات بدون استشارة الطبيب المختص كما يجب عليها ابلاغ طبيبها عن أي أدوية كانت تتعاطاها قبل الحمل
الله يحمي الجميع من تشوهات الحمل
وهذي معلومات قيمه واتمنى اتباعها والله يعطيك الف عافيه
وشكرا على الرد على اسالتي
جعلها في موازين حسناتك 🙂
كلام واضح وجميل الله يوفقك للخير
ويحفظك وذريتك والمسلمين.